المساهمون

المتابعين

الأحد، 12 يناير 2014

التسميات:

وقفات بعد رحيل رمضان

وقفات بعد رحيل رمضان

محمد الجابري

أيه الاخوة إليكم هذه الوقفات بعد رحيل رمضان

الوقفة الأولى : 


هاهي أيام رمضان تتسارع وقد انقضت ، ولياليه قد تولت .




انقضى رمضان و ذهب ليعود في عام قادم ، انقضى رمضان شهر الصيام و القيام ، شهر المغفرة و الرحمة . 

انقضى رمضان و كأنه ما كان . 

آيه رمضان ماذا أودع فيك صالحات ، و ماذا كتبت فيك من رحمات . 

كم من صحائف بيضت ، وكم من رقاب عتقت ، وكم حسنات كتبت . 

انقضى رمضان و في قلوب الصالحين لوعة ، وفي نفوس الأبرار حرقة . 

و كيف لا يكون ذلك ؛ و هاهي أبواب الجنان تغلق ، و أبواب النار تفتح ، و مردة الجن تطلق بعد رمضان . 

انقضى رمضان : فا ليت شعري من المقبول فنهنيه و من المطرود فنعزيه . 

انقضى رمضان فماذا بعد رمضان ؟ 

لقد كان سلف هذه الأمة يعيشون بين الخوف و الرجاء . 

كانوا يجتهدون في العمل فإذا ما انقضى وقع الهم على أحدهم : أقبل الله منه ذلك أم رده عليه . 

هذه حال سلف هذه الأمة فمل هو حالنا ؟ 

و الله إن حالنا لعجيب غريب . 

فو الله لا صلاتنا كصلاتهم، و لا صومنا كصومهم ، ولا صدقتنا كصدقتهم ، و لا ذكرنا كذكرهم ؟ 

لقد كانوا يجتهدون في العمل غاية الاجتهاد، و يتقنونه و يحسنونه ، ثم إذا انقضى خاف أحدهم أن يرد الله عليه عمله .

و أحدنا يعمل العمل القليل و لا يتقنه ولا يحسنه ، ثم ينصرف وحاله كأنه قد ضمن القبول و الجنة . 

فيا أخي عليك أن تعيش بين الخوف و الرجاء ، إذا تذكرت تقصيرك في صيامك وقيامهم ؛ خفت أن يرد الله عليك ذلك ،

و إذا نظرت إلى سعة رحمة الله ، وأن الله يقبل القليل ويعطي عليه الكثير ، رجوت أن يتقبلك الله في المقبولين .




الوقفة الثانية : 


أن لكل شيء علامة ، وقد ذكر العلماء أن من علامة قبول الحسنة أن يتبعها العبد بحسنة أخري .




فما هو حالك بعد رمضان ؟ هل تخرجت من مدرسة التقوى في رمضان فأصبحت من المتقين . 

هل تخرجت من رمضان و عندك عزم الاستمرار على التوبة و الاستقامة ؟ 

هل أنت أحسن حالا بعد رمضان منك قبل رمضان ؟ 

أن كنت كذلك فاحمد الله ، و إن كنت غير ذلك فابك على نفسك يا مسكين فربما أن أعمالك لم تقبل منك ،

وربما أنك من المحرومين و أنت لا تشعر.




الوقفة الثالثة : 


أقسام الناس بعد رمضان :

لقد انقسم الناس بعد رمضان إلى أقسام 



1- الصنف الأول : قوم كانوا على خير وطاعة ، فلما جاء رمضان شمروا عن سواعدهم ، وضاعفوا من جهدهم

و جعلوا رمضان غنيمة ربانية ، و منحة إلاهية ، استكثروا من الخيرات ، و تعرضوا للرحمات ، وتداركوا ما فات ،

فلعله أن تكون قد أصابتهم نفحة من النفحات .




فما انقضى رمضان إلا و قد حصلوا زادا عظيما، علت رتبتهم عند الله ، و زادت درجتهم في الجنات، و ابتعدوا عن النيران . 

علموا أن لا مستراح لهم إلا تحت شجرة طوبى، فاتعبوا هذه النفوس في الطاعات . 

علموا أن الصالحات ليست حكرا على رمضان ، فلا تراهم إلا صوما قوما ، 

حافظوا على صيام الست في شوال ، حافظوا على صيام الاثنين و الخميس و الأيام البيض. 

دمعتهم على خدودهم في جوف الليل، و عند الأسحار استغفار أشد من استغفار أهل الأوزار . 

.يعيشون بين الخوف و الرجاء، حالهم كما قال الله ( و الذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم و جلة أنهم إلى ربهم راجعون ). 

في السنن من حديث عائشة ( قالت : قرأ رسول الله هذه الآية ، فقلت يا رسول الله : أهم الذي يسرقون و يزنون و يشرب الخمر

و يخافون من الله . 
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم أقوام يصلون و يصومون و يتصدقون 

و يخافون أن يرد الله عليهم ذلك ) فهؤلاء هم المقبولون ،هؤلاء هم السابقون ، هؤلاء هم الذين عتقت رقابهم ،

و بيضت صحائفهم . 

فطوبى ثم طوبى لهم.




2- الصنف الثاني : قوم كانوا قبل رمضان في غفلة و سهو و لعب ، فلما أقبل رمضان أقبلوا على الطاعة و العبادة ،

صاموا و قاموا ، قرأوا القران و تصدقوا ودمعت عيونهم و خشعت قلوبهم ، و لكن ما أن ولى رمضان حتى عادوا

إلى ما كانوا عليه ،عادوا إلى غفلتهم ، عادوا إلى ذنوبهم . 


فهؤلاء نقول لهم : 


من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات ، و من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت .

أن الذي أمرك بالعبادة في رمضان هو الذي أمرك بها في غير رمضان . 


يا عبد الله 


يا من عدت إلى ذنبوك و معاصيك و غفلتك : 


تمهل قليلا ، تفكر قليلا: 


كيف تعود إلى السيئات ، و ربما قد طهرك الله منها .




كيف تعود إلى المعاصي و ربما محاها الله من صحيفتك




يا عبد الله 


أيعتقك الله من النار فتعود إليها ؟ أيبيض الله صحيفتك من الأوزار و أنت تسودها مرة أخرى ؟ 


يا عبد الله : 


آه لو تدري أي مصيبة وقعت فيها .




آه لو تدري أي بلاء نزل بك ، لقد استبدلت بالقرب بعدا، و بالحب بغضا .




يا عبد الله 


إياك أن تكون كالتي نقضت غزالها من بعد قوة انكاثا .




لا تهدم ما بنيت ، لا تسود ما بيضت ، لا ترجع إلى الغفلة و المعصية فو الله أنك لا تضر إلا نفسك 

يا عبد الله إنك لا تدري متى تموت ، لا تدري متى تغادر الدنيا . 

فاحذر أن تأتيك منية و أنت قد عدت إلى الذنوب و المعاصي . و تذكر ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) 

فغير من حالك ، اترك ذنوبك ، أقبل على ربك حتى يقبل الله عليك .




3- الصنف الثالث : قوم دخل رمضان و خرج رمضان ، وحالهم كحالهم ، لم يتغير منهم شيء ، ولم يتبدل من أمر ،

بل ربما زادت آثامهم ، وعظمت ذنوبهم ، و اسودت صحائفهم ، و زادت رقابهم إلى النار غلا . هؤلاء هم الخاسرون حقا .

عاشوا عيشة البهائم ، لم يعرفوا لماذا خلقوا عوضا أن يعرفوا قدر رمضان و حرمة رمضان ، ولقد سمعت و الله أحدهم يتبجح

و يجاهر بالفطر في نهار رمضان . فهؤلاء ليس أمام حيلة معهم إلا أن ندعوهم إلى التوبة النصوح ، التوبة الصادقة ،

و من تاب ، تاب الله عليه.




وإليك يا أخي كلمات من كلمات سلف هذه الأمة ، فو الله أن كلامهم لقليل و لكنه يحي القلوب . 

قال أبو الدرداء : ( لو أن أحدكم أراد سفرا ، أليس يتخذ من الزاد ما يصلحه ؟ قالوا: بلى . 

قال: سفر يوم القيامة أبعد ، فخذوا ما يصلحكم ؛ 

حجوا لعظائم الأمور . 

صوموا يوما شديد حره لحر يوم النشور . 

صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور . 

تصدقوا بالسر ، ليوم قد عسر ) 

و قال الحسن البصري : ( إن الله جعل رمضان مضمار لخلقه ؛ يتسابقون فيه بطاعته 

فسبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا . 

فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون و يخسر المبطلون ) 

اللهم اجعل ما نقول حجة لنا لا علينا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة @ 2013 مدونة اسلامية.

Designed by Templateism